إن إنتقاء أحسن الرفقاء ما هو إلا بداية طريق ، لا يخلو من العقبات و الشوائب التي قد تشوب العلاقة بين اثنين أو افراد الجماعة ، و لعل أكبر شائبة تقطع العلائق هي سوء الظن ، و هو ما يمكن أن نعبر عنه بلغة العصر إنعدام الثقة بين الافراد .. و سوء الظن قد يترتب عليه جملة من الامراض الخبيثة ، ادناها الغيبة و اخطرها الحسد.
الدواء الشافي لهذا المرض موصوف في صيدلية القرآن الكريم بيدَ أنه يحتاج منا إلى جلد و طول صبر " يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعد الظن إثم "
علق أحد العلماء على الآية فقال :" إن الله قد أمر باجتناب الكثير من الظن رغم أن الإثم حاصل في بعضه فحسب ، و في ذلك تنبيه لخطر الظن ..." و إلى ذات المعنى يشير الرسول - صلى الله عليه و سلم - :"إياكم و الظن فإنه أكذب الحديث "
إن التحذير من هذا الداء قد يكون غير كاف و لا بد من سلوك عملي بديل بعد اجتناب الظن إليكه من سيد المربين - عليه الصلاة و السلام :" التمس لأخيك سبعين عذرا "
إن الذي اصاب كثيرا من أبناء هذه الامة من الادواء مرده هذا الفيروس الخبيث " سوء الظن " ، فهلا إلتزمنا و أقبلنا عل أخوتنا نصافيهم و نقبل نقدهم ، فيخلصوا في نصحنا ؟.. من غير أن يسيء احدنا الظن في أخيه ، إنه لدواء مر ... و لكن من رام الشفاء فليصبر على الصّبر .
أوصيكم بهذا و نفسي و الله من وراء القصد .